بلوقيد سعيد مدير العام
عدد المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 14/04/2012 العمر : 34 الموقع : http://radio-imazighen.com
| موضوع: تكونت مجموعة أودادن في أوائل الثمانينيات بمنطقة " الخميس يناير 24, 2013 10:41 am | |
| تكونت مجموعة أودادن في أوائل الثمانينيات بمنطقة " بنسركاو" ( ضواحي مدينة اكادير)، وظلت مرتبطة في بداياتها بإحياء المناسبات والاعراس، قبل ان تعرف تحولا أساسيا في حدود 1985 ، ونعني بالتحول سنة انتاج
أول لبوم غنائي للمجموعة، إذ كان صيت " أودادن" منتشرا على مستوى اكادير ونواحيها بشكل كبير، لكن شريطها الاول كان مفتاحا نحو انتشار ابداعات المجموعة بشكل أوسع على الصعيد الوطني، سيما وأن توزيع ذلك الشريط تزامن مع مشاركة " أودادن" في مواد برنامج " سباق المدن" الذي كانت تبثه التلفزة المغربية بشكل أسبوعي كل يوم سبت، مما كان إشهارا إضافيا لهذه المجموعة..
إن الحكم الموضوعي والنزيه، يجزم بأن " أودادن" هي عبارة عن نسق جديد على مستوى طريقة الاداء وطبيعة
اللحن والكلمة المعتمدين، فقد كانت المجموعات المهيمنة خلال فترة ميلاد مجموعة عبد الله الفوا تنزع في الغالب نحو الالتزام والواقعية الفنية كاتجاه، كما هو شأن " ازنزارن اكوت"، " ارشاش"، وغيرها، وبالتالي، خدم ظهور
" أودادن" الاغنية الامازيغية العصرية من عدة نواح، أهمها انها نجحت في جعل الشباب يرتبط بهذه الاغنية ذات الجذور في التراث والتاريخ، بل تناسلت في الساحة الفنية عشرات المجموعات الشبابية، كلها خرجت من جبة أودادن، من خلال التأثر بها وبنجاحها الكبير، وذلك الانبهار ادى في بعض الاحيان الى ظواهر قرصنة مخجلة في حالات عدة، تمثلت في استعمال البعض لأسماء شبيهة باسم المجموعة، او في تجنيد بعض الاصوات لتقليد صوت الفنان عبد الله الفوا، وتلك كلها أساليب تؤكد بالملموس أن " أودادن" شكلت ظاهرة ذات امتدادات وبصمات على ما يقع الآن على مستوى أغاني المجموعات السوسية تحديدا..
من زاوية أخرى، لابد من الاشارة الى وجود من يبدي مواقف منتقدة وصارمة، كلها هجوم على أسلوب المجموعة، بدعوى انها مجرد تجربة تميل اكثر نحو ارضاء الغرائز او ذوق النساء والمراهقات، أكثر مما تحمل بين طياتها بذور الالتزام الفني الرفيعة، وعلى اية حال، تبقى تلك المواقف بدون منطلقات، ولايبدو أنها قائمة على مساءلة لما هو فني إبداعي، بقدرما تنطلق من " حقد" غير مبرر على نجاح تجربة " اودادن"، بل يبدو الأمر سخيفا حين ينتقد المرىء التجربة في الصباح، لكنه لاينام إلا على وقعها، وفي ذلك ببساطة نفاق نقدي صارخ إن جاز التعبير..
هي اذن إضافة أو تجربة ممتعة في الواقع، فقد اعتمدت منذ بداياتها على التنويع والمزج على مستوى اللحن والإيقاع، فتجدها قد وظفت الايقاع الهواري، الكناوي، أجماك، ايقاعات الاغنية الحسانية الصحراوية، وكل ذلك يتم بشكل متميز.
على مستوى اللغة بها، انتجت المجموعة شريطين بالدارجة العربية، ارتكزا بالخصوص على التراث الهواري وبعض الاغاني المتداولة في نطاق الاغنية الشعبية المغربية، لكن أهم ما يمكن أن ينتقد في تجربة " أودادن" هو غياب الاهتمام بالنص الغنائي القوي والمنسجم، بل، والسقوط في عملية انتاج نصوص هي عبارة عن فسيفساء، بحيث وفي ظل غياب كاتب كلمات خاص بالمجموعة، نجد نصوصها اما اقتباسا من قدماء الروايس والمعاصرين ( سعيد أشتوك اكثر تأثيرا على نصوص المجموعة)، او من شخصيات نسائية ربما يجهلها البعض، لكنها مشهورة في منطقة سوسية معينة ( كمثال اقتباس كلمات اغنية " مداوا كيتي تنيت" من " تاراخوت الماسية" )، بل تعاملت المجموعة كذلك مع بعض الفنانين الروايس على هذا المستوى، نذكر منهم الحاج الحسين امنتاك و صالح الباشا وآخرين.[/size] | |
|