مانزاكمين أتالي يوكلن س ؤزطا آر ضييض ؟ كيف حالك أيتها المرابضة بالمنسج حتى حلكة الليل ؟ ------------ قصيدة"تيزضــــــــيت" للشاعر مولاي علي شوهاد نموذجا... وقفة مع المرأة في الشعر الأمازيغي - أيوز ألالا تسطرتاغ س ئيفوكا -غ ؤسميد – تحية لك أيتها السيدة ، سترتنا بالأغطية من شدة البرد ، ------------------------------ يتميز الشعر الأمازيغي عن غيره من الأشعار الإنسانية باهتماماته البالغة بالأم وبالمرأة بصفة عامة ، وأسباب ذلك راجعة بالدرجة الأولى إلى ما تعرفه المرأة الأمازيغية من تهميش مكشوف ، هذا في الوقت الذي تنادي فيه منظمات عدة بحقوق المرأة ، إلا أن هذه المنظمات قد تقتصر اهتماماتها على صنف من النساء و قد تكون حالاتهن شاذة في المجتمع كأن تلح هذه الهيئات على المطلب التقليدي الرامي إلى مساواة الرجل مع المرأة ، كما تهتم كذلك ببعض ما يسمى بالأمهات العازبات ، أما هذه المرأة الأمازيغية المرابضة في الجبال و الأرياف والتي تكد ليلا ونهارا من أجل لقمة عيش أبنائها قد لاتشملها إهتمامات بعض هذه الهيئات ، ويبقى الشعر الأمازيغي وحده الذي تحمل منذ زمن عبء مسار تاريخ هؤلاء النساء اللواتي قاسين مرارة العيش في الحر والقر في الحقول والغابات ، ومن شدة حرصهن على أبنائهن نسجن الجلباب والأغطية لأفراد أسرهن ، ولسان حالهن يتقاذفه صدى الجبال قائلا :" نحن أناس لا نطعم ولا نكسى إلا من عرق جبيننا " . وإلى ذلك فإن الشعر الأمازيغي واكب وأسهب بدقة متناهية تحركات الأم أو المرأة في أعالي الجبال وفي السهول ، ففي السبعينيات طالعتنا مجموعة إزنزارن "إكوت عبد الهادي" بقصيدة رائعة تحث عنوان "إمي حنا" أمي الحنونة ، والتغني بالأم له دلالة عميقة في الثقافة الأمازيغية ، إذ الأم هي المحور الرئيسي الذي يمسك خيوط الأسرة ككل ، وقد يأتي التغني بالأم من ظاهرة الغربة كما في القصائد الأمازيغية الريفية بشمال المغرب التي يغلب على العديد منها الاستهلال بـ "أييما ها ييما " أماه يا أماه ... أما الشاعر مولاي علي شوهاد في قصيدة "تيزضيت" فهو الآخر لم يخرج عن ذات السياق فهو كغيره من الشعراء الذين خاضوا موضوع المرأة ، و استفتح قصيدته "تيزضــــــــيت" كعادته بمفردات فلسفية قد يبدو للمتلقي أن لا رابط أو علاقة بينها ، لكن عندما يقف مليا يجد ضالته محشوة بين آلات وأدوات حرفية تقليدية كـ (تيزضيت ، آزضو ، أزلو ، أزطا ، أفكيك ...) محددة لنمط عيش شريحة عريضة من المجتمع في زمن يغلب عليه التدافع وإثبات الذات ، فـ "تيزضيت" المغزلة تعتبر من أدوات التحدي لصنع اللباس بمحض عزم الانسان وإرادته لفرض وجوده ، غير أن الشاعر هنا يشفق على المرأة لكثرة الأشغال التي تراكمت عليها حتى اهترأ المنسج و هوى عموده بثقله بشكل ينذر بنسف كل شيء ، قائلا :
حيا الشاعر هذه السيدة التي سترت أجيالا لما صنعت لهم أغطية تقيهم من شدة البرد ، ولم تقف هذه السيدة عند هذا الحد وإنما خرجت إلى الحقول وحصدت وحرثت مساعدة الرجل أو نائبة عنه وذلك ما سيستكنهه المتلقي في الأبيبات التالية :
أيوز ألالا تسطرتاغ س ئيفوكا غ ؤسميدي ، / تحية لك أيتها السيدة ، سترتنا بالأغطية من شدة البرد ، تاوجا تكا تكات تمغارت توالا آزواض ، / كثرت الأسرة فواجهت المرآة مرارة الكد في حرارة الشمس ، نتات كا كيس ئيكيسن ئيوركاز أزنكيكي ، / فهي وحدها التي أنقذت الرجل من براثن الشظف ، دا تمكر تكرز تفرن إزلي إضفر وياضي ، / تحصد وتحرث وتهيئ زرع الطحين كل حين ، غار أراشت أتامارا س داغ تسالا تياضي ، / ما أن تنهي عملا شاقا حتى تشرع في آخر أشق منه ، إنغوبا ؤزرف إما إمت ؤسيكي تنزازازي ، / ولا تحصد من ذلك كله غير الآلام دون حقوق تذكر ...!
"تمغارت" هي السيدة الأولى في الأسرة ويقابلها في التذكير اللغوي "أمغار " الذي هو سيد القبيلة ككل ، إذن إذا كانت ثنائية "أركاز" / "تمغارت" تعني الرجل / المرأة فإن "تمغارت" على المستوى الاجتماعي تجاوز مدلولها كسيدة عادية إلى كونها تضاهي سيد القوم في تدبير أمور الأسرة ذلك ما سنكتشفه رفقة المتلقي ضمن الأبيات الباقية :
كيغ إمي دي إستما دي إدلالا د ئيلي غ لحرزي ، / جمعت أمي وإخوتي وابنتي وسيداتي في حجاب واحد ، غمكان أتكيت ألالا دكمي أس نبيدي ، / تلك هي المرأة وغيرها هن عمود الأسرة ، كيغ آركاز ؤر إحاركان ؤر ئيكان أسبابي ، / أنا رجل غير كاد في العمل ولست حرفيا ... كولماغد ؤريكين دارسنت لحرام أداغ ئيكي ، / عدمنا كل شيئ لولا تضحياتكن ... أتومغارين أتوثمين أيامود ن سيعري ، / فتحية أخرى للسيدات ، يابذرة الصبر و التضحية ، تمغارت – آد ئيكان أمغار تك لموفويضي ، / تلك هي المرأة التي كانت سيدة قومها ولسانه ، غاسلي غ ؤريلي لغروب ؤر ئيلي سيبابي ،/ ضحت يوم لا هجرة ولا منصب شغل و بلغ الشظف أشده ... ، أيناغ د ؤريكين دارسنت لحرام أداغ ئيكي ، / وعدمنا القوت يومذاك لولا تضحياتها...