إن البيئة كما تم تعريفها بالقانون 11.03 المتعلق بحماية و استصلاح البيئة, و القانون 12.03 المتعلق بدراسات التاتير على البيئة, بأنها مجموعة العناصر الطبيعية و المنشئات البشرية و كدا العوامل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي تمكن من تواجد الكائنات الحية و الأنشطة الإنسانية و تساعد على تطويرها, تعتبر من المجالات الأساسية التي لها وقعها على كل توجهات التنمية المستدامة, و التنافسية الاقتصادية و بالتالي لا بد من أخدها بعين الاعتبار في أي إستراتيجية تنموية.
و من هنا تأتي الأهمية التي توليها مصالح عمالة انزكان ايت ملول و المجتمع المدني باها لقضايا المحافظة على البيئة التي تعتبر ورشا مفتوحا للحفاظ على شروط الحياة السليمة.
المميزات البيئية للعمالة
التضاريس
تقع عمالة انزكان ايت ملول في عالية سهل سوس, و تمتد الى شمال سهل اشتوكة, حيت تحدها شمالا عهالة اكادير اداوتنان و جنوبا اقليم اشتوكة ايت باها و غربا المحيط الاطلسي و شرقا اقليم تارودانت.
فباستتناء بعض الكثبان الرملية التي تشكل خطا متقطعا على طول الحدود الغربية للعمالة, فان تضاريس هده المنطقة عبارة عن سهل فيضي لا يتجاوز ارتفاعه 23 متر بينما تصل أدنى نقطة منخفضة منه إلى 8 أمتار عن مستوى سطح البحر, مما يعرض المنطقة لفيضانات أتناء سقوط أمطار غزيرة.
المناخ
تتميز عمالة انزكان ايت ملول بمناخ شبه جاف معروف بشتاء دافئ و صيف حار و معدل التساقطات لا يتعدى 250 ملم في السنة.
كما ان موقعها جنوب الاطلس الكبير يحد بشكل ملحوظ من تسرب المؤترات و الرياح الرطبة و المحملة بالامطار القادمة من شمال المغرب, كما تتعرض للتيارات الجنوبية و الرياح الصحراوية(رياح الشركي) المعروفة بجفافها و تاتيرها على قارية المناخ و ارتفاع الحرارة. في حين تعمل التاتيرات البحرية على تلطيف الجو حيت لا يتجاوز المعدل السنوي لدرجة الحرارة 25 درجة مئوية. و ينتج عن تظافر هده المؤترات جعل المنطقة تتميز بمناخ متقلب و تساقطات مطرية قليلة و غير منتظمة.
المجال المائي
المياه السطحية
يعتبر واد سوس أهم و اكبر الأودية التي تتواجد بتراب العمالة, و تقدر وارداته المائية بحوالي 135 مليون م3 في السنة. و ينبع هدا الوادي من جبال الأطلس الصغير و يمر بتراب جل الجماعات التابعة لعمالة انزكان ايت ملول باستثناء الجماعة الحضرية للدشيرة الجهادية ليصب في الأخير بالمحيط الأطلسي. بالإضافة إلى وارداته المائية, يوفر واد سوس كميات مهمة من مواد البناء المستخرجة و بدالك يضمن مدا خيل مالية مهمة للجماعات عن طريق استغلاله على شكل مقالع من طرف بعض الشركات. كما يشكل مصب واد سوس منطقة رطبة ذات أهمية ايكولوجية من خلال كونها محطة جلب و تجمع لعدد كبير من الطيور المهاجرة.
المياه الجوفية
تتمثل في مخزون الفرشة المائية لسوس و التي تشكل أهم احتياط مائي بالمنطقة. إلا أن هده الفرشة تعرف عجزا سنويا متزايدا, ناتجا عن عدم تناسب حاجيات المنطقة مع الموارد المائية المتوفرة, مما يخلف انخفاضا مستمرا لمستوى الفرشة يصل إلى حوالي متر في السنة.
المجال الغابوي
يتشكل المجال الغابوي في غالبيته على الصعيد العمالة من الغابات الطبيعية لأركان (غابة ادمين و غابة مسكينة) و تعتبر هده الغابات حاجزا طبيعيا أمام تقدم ظاهرة التصحر و كدا للحك من عوامل التعرية المائية منها و الربحية. و تقع غابة ادمين في الجزء الجنوبي لواد سوس على تراب عمالة انزكان ايت ملول و إقليم اشتؤكة ايت باها, في حين تقع غابة مسكينة في الطرف الشمالي لواد سوس.
و قد أصبح المجال الغابوي في السنوات الأخيرة عرضة لمجموعة من العوامل والتاتيرات التي تؤدي الى تدهوره و تقليص مساحة تواجده و تؤثر سلبيا على الحالة الصحية لهدا الوسط الطبيعي, تذكر منها : الزحف العمراني, الاستغلال الفلاحي المفرط, الراعي الجائر, قطع و اجتتات أشجار أركان...
المنتزه الوطني لسوس ماسة
يعتبر المنتزه الوطني لسوس ماسة من الفضاءات البيئية الهامة التي احدتت لأغراض علمية و تربوية و سياحية, و يمتد على شكل شريط ساحلي بين مدينتي اكادير و تزنيت على مساحة تقدر ب33.800 هكتار, تشكل منها المساحة المتواجدة بتراب عمالة انزكان ايت ملول حوالي 14%.
ويتميز هدا المنتزه بموقعه الجغرافي و مناخه الرطب و تعدد أوساطه البيئية مما جعله بساهم في بشكل فعال في صيانة التنوع البيولوجي بالمنطقة.
المصدر : الملحق البيئي لنشرة انزكان ايت ملول التي تصدر عن عمالة انزكان ايت ملول
العدد الاول-السنة الاولى-مارس